الموقع التخصصي للمسجد، وقال "الحوثي" في كلمة خلال مسيرة صنعاء في الذكرى السنوية للصرخة في وجه الاستكبار "نحيي في هذا اليوم ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين والتي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي"، مبينا أن "هتاف البراءة موقف فعال في إفشال الكثير من الخطوات المعادية، مضيفاً: يتوجب على الأمة التحرك والوعي والتحمل الجاد للمسؤولية لمواجهة الهجمة الأمريكية غير المسبوقة".
وأشار "الحوثي" إلى أن العدو يسعى للسيطرة عسكرياً على اليمن وبشكل تام بحكم المنطقة الاستراتيجية، إضافة إلى السيطرة علينا بشكل شامل سياسياً كعرب بشكل خاص وكمسلمين بشكل عام"، مضيفا أن "العدو يسعى للانتقام منا ولتصميم وضع سياسي يوصلنا لحافة الانهيار، فعدوّنا يريدنا أمة "مأزومة" على المستوى السياسي كي لا نتمكن من بناء واقعنا، لافتاً إلى أن الأعداء يشجعون للبحث عن الصراعات في أوساط الأمة لتفكيكها والسيطرة عليها".
كما نوّه "الحوثي" إلى أن العدو يسعى للسيطرة إعلامياً؛ عبر السيطرة على الإعلاميين في أدائهم بحيث يتحولون لأقلام تخط له ما يخدمه، بالإضافة إلى توجّهه (العدو) إلى تنشئة الطّلاب على مناهج مغلوطة تخدم إسرائيل، فالعدو يعمل على صناعة رجال دين يخدمون نهجه".
ووصف "الحوثي" تحرك العدوّ بـ"الشامل والشيطاني"، مضيفاً: "لو كان تحرك العدو عسكرياً لكانت المسألة سهلة وبسيطة، إلا أنه يرغب بتحويلنا إلى سوق استهلاكي وأمة استهلاكية لا أمة منتجة".
وأوضح "الحوثي" أن "العدو يريد تحويل ثروات المنطقة العربية إلى "الأمريكي" ليحلّ بها مشاكله الاقتصادية ويحارب بها أبناء أمتنا، فالأمريكي يسعى ليخوض معاركه مستقبلاً بعشرات الآلاف من المقاتلين العرب"، مؤكدا أنه "إذا سلمنا أمرنا للعدو وقبلنا بالخضوع والاستسلام فسنواجه خسارة بكل ما تعنيه الكلمة، وذلك لأن العدو سعى للسيطرة الشاملة على كل جوانب حياتنا ومسارات أعمالنا، ويريد أن يجند أكبر عدد من المقاتلين من أبناء الأمة ليكونوا فداءً لجنوده في أي معترك مع أي طرف في العالم".
وأشار "الحوثي" إلى أن "النظام السعودي والإماراتي وصل إلى عجز في الميزانية يحتاج لسدها للاستدانة، بينما يقدم مئات المليارات للأمريكيين، محذّراً من أن يتمكن الأمريكي من السيطرة علينا كمسلمين، وإلا سنتحول إلى مجتمع خاسر وسيء".
وقال "الحوثي": "الأمريكي يريد تحويلنا لمجتمع غارق بالمخدرات والفساد الأخلاقي وخسران الشرف والقيم، كما يريدنا مجتمعاً محطماً خاسراً لكل عوامل القوة والوعي، مؤكّداً أنه لا يمكن للإنسان أبداً أن يكون عميلاً لأمريكا وإسرائيل إلا وينفصل عن مبادئ الإسلام وقيمه"، مؤكدا أن "الإسلام الأمريكي السعودي الإماراتي هو نموذج نفاقي وليس من جوهر ومضمون الإسلام في شيء".
وتساءل "المبادئ فيما تفعله أمريكا وإسرائيل في فلسطين من قتل للأطفال والنساء والشباب واستهداف المقدسات؟.. أين هي المبادئ فيما فعلته أمريكا في أفغانستان وسوريا ولبنان والعراق والإبادة في اليمن؟، مؤكّداً أن كل خطوة في الولاء لأمريكا واسرائيل هي مسافات في الخروج من الإسلام والابتعاد عن قيمه، فالتبعية لـهذه الدول تحول الهوية الإسلامية لإسلام شكلي لا مضمون له".
ووصف "الحوثي" الموالي لتلك الدول بالدواعش والتكفيريين الذين ظهروا متجردين من قيم الإسلام ومبادئه وأصبحوا متوحشين بكل ما تعنيه الكلمة، فلم نرى حملة لوم وشتائم على من يأبى الذل والخضوع لأمريكا واسرائيل كما نرى في عصرنا هذا".
وقال "الحوثي" أن أكثر وسائل الإعلام في هذا الزمن تصب في اتجاه توجيه اللوم ضد من يرفض التبعية لأمريكا وإسرائيل، وعلينا أن نسعى عملياً للتصدي لمن لا يترجم عملياً عداءه لأنه كاذب، كذلك التصدي للذين يسعون لأن يتحكموا بنا ويستعبدوننا ويسلبوننا قرارنا وحريتنا، مؤكّداً أن خيار المنافقين في العمالة والتبعية لأمريكا وإسرائيل هو الخيار الخاطئ الذي يمثل خيانة وانحرافاً وعاراً".
وأشار "الحوثي" إلى أن "واقع الأمة هو ضمن 3 مسارات: التبعية والعمالة لأمريكا وإسرائيل أو الاستسلام والخضوع أو المسار الحر الشريف في معاداة أعداء الأمة، مؤكّداً أن العاقبة اليقينية لمسار التبعية والعمالة هي الخسران والندم، بينما يحفظ خيار المواجهة ورفض الخنوع مصالح الأمة ويحمي عرضها وشرفها وكرامتها".
وأضاف "يسعى الأعداء للسيطرة على اليمن إنساناً فيكون المقاتل في صفوفهم فداء للجندي السعودي أو الإماراتي، كما يسعون لتسخير السياسي أو الإعلامي فتصبح مواهبه وطاقاته لخدمتهم، مؤكدا أن الشعب اليمني لا يمكن أن يجازف بالمبادئ التي آمن بها، ويمتلك الحرص والإرادة على أن نكون أحراراً وبلداً مستقلاً لا يعيش حالة الوصاية والعبودية".
وتابع "من حقنا أن نكون أحراراً مستقلين وهذا حق سماوي ومكفول في الأعراف الدولية، ولا يمكن لأي طاغٍ ومجرم أن يفرض نفسه علينا ويتحكم بنا، فمعركتنا اليوم معركة حرية واستقلال وكرامة، كما أن أكاذيب العدو لا تعطيه الشرعية لظلمه وفساده وطاغوته واستكباره".
وقال "الحوثي" أن "حجم المعركة في الساحل الغربي يتطلب المزيد من التحشيد من جميع المحافظات، فمهما حققوا من اختراقات فهذا لا يعني نهاية المعركة، لأن هذا الميدان واسع والأفضل لإغراق الغزاة فيه، مؤكداً أن العدو يحتاج لتشتيت قواته في الساحل الغربي ما يسهل ضربها والقضاء عليها".
وأردف "لا تعويل في معركة الساحل على حلول سلمية من الأمم المتحدة، فالأمريكي والسعودي والإماراتي يدرك أن كلامه حول دخول الصواريخ من إيران عبر ميناء الحديدة هو باطل وافتراء".
وأكد "الحوثي" "أن ما تعول عليه حركات المقاومة في المنطقة وما تعيشه الجمهورية الإسلامية الإيرانية من عز وكرامة هو نتيجة تحملهم لمسؤولياتهم والجهاد والتضحية، فمن يتجه لينصر نفسه مستنصراً بالله متمسكاً به، فالله معه ويوفقه بالتأييد الإلهي".
وأشار إلى أن "السعودية طرف وشريك أساسي في صفقة القرن لخدمة أمريكا وإسرائيل، مؤكداً الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مسارهم التحرري والدفاع عن الأرض والعرض ومواجهة صفقة القرن".
وختاماً توجّه الحوثي بالشكر لسيد المقاومة والجهاد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي قدم من مقامه العظيم والعالي أعظم الكلام في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني، كما توجه بالشكر لكل أحرار العالم في العراق وتونس التي يصل منها رسائل تضامن عديدة".